إن الإحتلال والحصار الإسرائيلي لقطاع غزة تسبب بدمار تراكمي للأرض والموارد الطبيعية. إذ أدى الإحتلال والحصار إلى تبعات لم تتطل الصحة النفسية والجسدية للمواطن الغزي فحسب، بل تعدت ذلك إلى تأثيرات ضارة على البيئة وكذلك على الموارد الطبيعية التي يعتمد عليها الناس.
فقد إستهدفت الإعتداءات الإسرائيلية الثلاث الأخيرة البنى التحتية للمياه والصرف الصحي والكهرباء. تتوفر الكهرباء في غزة لمدة 4-8 ساعات يومياً فقط، وكمية وجودة المياه هي أقل بشكل خطير من المعايير المقبولة دولياً، كما ومحطات الصرف الصحي لا تستطيع أن تعمل بالمستويات المطلوبة، و أخيراً لا يتوفر الوقود بكميات كافية كنتيجة للحصار الإسرائيلي على القطاع.
إذا، ورغم أن درجات الحرارة لا تكون في العادة ضمن مؤشرات القياس للإستجابة الإنسانية، لكن بإمكاننا النظر إليها كتنبيه للظروف الإستثنائية التي يتوجب على الفلسطينيين في غزة تحملها بدون توفر السكن الكافي أو حتى الخدمات الأساسية، وهي أيضا تذكير للقائمين على الدعم بالحاجة لتوفير حلول طويلة الأجل.
إن شتاء 2014-2015 كان شتاءً بارداً بشكل خاص، إذ توفي خمس رضع فلسطينيين نتيجة التعرض للبرد الشديد، منهم من كان يعيش في مأوى مؤقت مقدم لهم من قبل المانحين.
وكان صيف 2015 أيضاً حاراً بشكل خاص، وأغلب البدائل السكنية (كالكرافانات مثلاً) التي قدمها المانحين، لا تتوفر فيها الشروط الأساسية لحماية حياة الإنسان في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة. فعلى سبيل المثال، بعض العائلات الذين يسكنون في الكرافانات المؤقتة المصنوعة من الحديد والخشب، والذين يصل تعدادهم إلى 500 عائلة، يقولون بأن درجات الحرارة داخل هذه الكرافانات تصل إلى 55 درجة مئوية (131 فيهرينهايت). و مع مرورالوقت، فإن هذه الكرافانات تتشقق و تظهر فيها عيوب بنيوية، كما و إن هذه الكرافانات تتعرض للتدمير بسبب الفيضانات في الشتاء، وقد تصبح حارة جداً في الصيف بسبب إرتفاع درجات الحرارة.
بدون كهرباء أو وقود، لا يستطيع الناس إستخدام أجهزة التكييف أو المراوح أو التدفئة أو الثلاجات للحفاظ على سلامة الأطعمة. بدون المياه والصرف الصحي، لا يستطيع الناس الحفاظ على صحتهم ونظافتهم الشخصية. إن الكثير من الحلول التي يضطر لإستخدامها الناس للإستمرار في حياتهم اليومية، تزيد من تلوث البيئة وتعمل على تقويض البنية التحتية الهشة أصلا.
إن حلول المساعدات المؤقتة هي بمثابة رمز لفشل الإستجابة الدولية للأوضاع المتدهورة وللتهديدات المتزايدة للصحة ولحقوق الإنسان.
كيف سيعيش الفلسطينيين في غزة سنة أخرى دون أن يقدم لهم الدعم الذي يساعدهم أن يعيشوا بشكل طبيعي؟
لماذا يجب على الفلسطينيين في غزة أن يعيشوا سنة أخرى دون الدعم الذي يساعدهم على المطالبة بحقوقهم الإنسانية الأساسية؟
- إضافة تعليق جديد
- Email this page